ما زلت مبتدئاً في تعلم أحكام التجويد، وعندما قرأت عن أحكام النون الساكنة، عرفت الأحكام الأربعة وهي: الإدغام والإخفاء والإظهار والإقلاب، ولكنني دائماً ما أخلط بين حروفها، لذا أريد معرفة ما هي حروف الإخفاء والإظهار والإدغام والإقلاب؟
حياك الله السائل الكريم، وفتح الله عليك وزادك علماً وفضلاً، النون الساكنة والتنوين لها أربعة أحكام نذكرها فيما يأتي:
وهو إخراج النّون الساكنة أو التنوين من مخرجها بدون غنةٍ واضحةٍ معها، وأحرف الإظهار الحلقي ستة حروف وهي؛ الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء، وقد جُمعت في أوائل الكلمات التالية: أخي هاك علما حازه غير خاسر.
ويأتي الإظهار في كلمة مثل: (منْهم) حيث جاءت النون ساكنة وبعدها الهاء وهو من أحرف الإظهار، ويأتي الإظهار أيضاً في كلمتين مثل: (مَّنْ عَمِلَ) حيث جاءت النون الساكنة في كلمة، وفي الكلمة الثانية حرف العين وهو من أحرف الإظهار.
وأما في التنوين فلا يأتي إلّا في كلمتين ومثاله: (عَلِيمٌ حَكِيمٌ) حيث جاء تنوين الضم في كلمة، والحاء في الكلمة الثانية، وتجدر الإشارة إلى سبب تسميته بالإظهار الحلقي؛ هو خروج حروفه من الحلق، وحكمه وجوب الإظهار.
وهو إدخال حرفٍ ساكنٍ بحرفٍ متحركٍ، بحيث يصيران حال النطق بهما حرفاً واحداً مشدداً كالثاني، فيتم إدخال النون الساكنة أو التنوين بحرفٍ من أحرف الإدغام، فيصيران حرفاً واحداً مشدداً كالحرف الثاني.
وأحرف الإدغام ستة وهي؛ الياء والراء والميم واللام والواو والنون، قد جُمعت بكلمة "يرملون"، وينقسم الإدغام باعتبار الغنة وعدمها إلى ما يأتي:
إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين الأحرف التالية: الياء أو النون أو الميم أو الواو، مجموعة في كلمة "ينمو"، ويكون حكمه وجوب الإدغام بغنة، ومثاله: (فَمَنْ يَعْمَلْ).
وهو أن يقع بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الراء أو حرف اللام، ويكون حكمه وجوب الإدغام بغير غنة، ومثاله: (من ربِّه).
وهو قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً خالصة بحال اللفظ لا الرسم قبل حرف الباء، وحرفه الباء، ومثاله: (سَمِيعٌ بَصِيرٌ).
هو نطق النون الساكنة أو التنوين بحالةٍ متوسطةٍ بين الإظهار والإدغام بدون تشديدٍ، مع بقاء الغنة في الحرف المخفي، وأما حروفه فهي باقي الحروف المتبقية من باقي الأحكام، وقد جمعت في أوائل هذا البيت:
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
دم طيباً زد في تقى ضع ظالماً
وأما حكم الإخفاء؛ فهو وجوب الإخفاء، ويأتي الإخفاء في النون الساكنة في كلمة أو كلمتين، مثاله: (زَنْجَبيلاَ)، (إنْ جَاءَكم)، أمّا التنوين فلا يأتي إلّا بكلمتين، ومثاله: (ظِلاًّ ظَليلا)، ويرجع سبب تسميته إخفاءً حقيقياً؛ للتمييز بينه وبين الإخفاء الشفوي.