أعلم أنّ كل الموحدّين بالله تعالى عبر التاريخ مصيرهم إلى الجنة بإذن الله، ولكن سؤالي عن أصنافهم وأقسامهم عند خولها، فإلى كم صنف يصنف الموحدين في دخول الجنة؟
أهلاً بك، ورزقنا الله وإياكم دخول جنة النعيم. ثبت في النصوص الشرعية أن أصناف الموحدين في دخول الجنة؛ تنقسم على النحو الآتي:
وهؤلاء جاء في وصفهم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قِيلَ لِي: هذِه أُمَّتُكَ ومعهُمْ سَبْعُونَ ألْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بغيرِ حِسابٍ ولا عَذابٍ، ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ؛ فَخاضَ النَّاسُ في أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بغيرِ حِسابٍ ولا عَذابٍ.. فقالَ: ما الذي تَخُوضُونَ فِيهِ؟ فأخْبَرُوهُ، فقالَ: هُمُ الَّذِينَ لا يَرْقُونَ، ولا يَسْتَرْقُونَ، ولا يَتَطَيَّرُونَ، وعلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ). "أخرجه مسلم"
وفي هذا الصنف قال -صلى الله عليه وسلم-: (ليسَ أحَدٌ يُحاسَبُ يَومَ القِيامَةِ إلَّا هَلَكَ؛ فَقُلتُ -عائشة أم المؤمنين-: يا رَسولَ اللَّهِ، أليسَ قدْ قالَ اللَّهُ -تَعالَى-: "فَأَمَّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِسابًا يَسِيرًا"؟؛ فقالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: إنَّما ذَلِكِ العَرْضُ، وليسَ أحَدٌ يُناقَشُ الحِسابَ يَومَ القِيامَةِ إلَّا عُذِّبَ). "أخرجه البخاري"
وهؤلاء من غلبت سيئاتهم حسناتهم من أهل التوحيد؛ جاء عن أهل العلم: "يتفاوت حساب العباد، فبعض العباد يكون حسابهم عسيرًا، وهؤلاء هم الكفرة المجرمون، الذين أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا، وتمردوا على شرع الله، وكذبوا بالرسل، وبعض عصاة الموحدين قد يطول حسابهم، ويعسر بسبب كثرة الذنوب وعظمها