كنت أستمع عبر الإذاعة لحوار حول مشروعية حكم زواج الرجل البكر من المطلقة، وتطرّقوا للحديث عن التي تزوجها الرسول وهي مطلقة، وكم مطلقة تزوجها، ولكن أرغب بالاستفسار عن حديث الرسول عن زواج المطلقة تحديداً، هل يوجد حديث بهذا الخصوص، مع الشكر.
حيّاك المولى، ثبت في السنة النبوية الحديث عن زواج المطلقة "الثيّب" بما يأتي:
وذلك بما كان من فعل جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-؛ حينما خرج للجهاد مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما انتهوا استأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنّ يسبقهم في السير إلى المدينة؛ لأنه كان عروساً يهمّ بالدخول على زوجته.
حينها سأله النبي -صلى الله عليه وسلم- عن عروسه: (بكْرًا أمْ ثَيِّبًا؟ قُلتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قالَ: أفلا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وتُلَاعِبُكَ قُلتُ: إنَّ لي أخَوَاتٍ، فأحْبَبْتُ أنْ أتَزَوَّجَ امْرَأَةً تَجْمَعُهُنَّ، وتَمْشُطُهُنَّ، وتَقُومُ عليهنَّ)، وفي رواية: (يا رَسولَ اللَّهِ، تُوُفِّيَ والِدِي -أوِ اسْتُشْهِدَ- ولِي أخَوَاتٌ صِغَارٌ، فَكَرِهْتُ أنْ أتَزَوَّجَ مِثْلَهُنَّ، فلا تُؤَدِّبُهُنَّ، ولَا تَقُومُ عليهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا لِتَقُومَ عليهِنَّ وتُؤَدِّبَهُنَّ). [أخرجه البخاري]
وفي هذا الحديث النبوي قدّم النبي -صلى الله عليه وسلم- الزواج بالبكر التي لم يسبق لها الزواج، عن الثيّب التي تزوجت قبل ذلك؛ على اعتبار أنّ البكر بالعادة يتعلق قلبها بأول زوج لها، فتسعى إلى إسعاده ومداعبته، لكنّ جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أراد ثيّباً سبق لها أن تحملت مسؤولية البيت، فتساعده في تربية أخواته وتأديبهنّ؛ ولو كانت بكراً مثلهنّ لما قامت عليهنّ بهذه الصورة.
قال -صلى الله عليه وسلم-: (الثَّيِّبُ أحقُّ بنفسِها من وليِّها، والبِكرُ يستأمرُها أبوها)؛ [أخرجه أبو داود، وصحّحه الألباني] ويُقصد بهذا الحديث أنّ المطلقة أحق بنفسها في قبول الزواج أو رفضه، على عكس البكر التي يأخذ أبوها برأيها مع توجيهه وإرشاده لاختيار الزوج الكفء.