السلام عليكم، أنا شاب أرى الكثير من الرؤى في المنام، وسمعت أن كثرة الرؤى من علامات الإيمان والصدق، وأريد أن أسأل: على ماذا تدل كثرة الرؤى؟ وهل حقا هي من علامات صدق الإيمان؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي الكريم، كثرة الرؤى الصالحة دليل واضح على الصلاح وعلى صدق الإيمان، وعلى محبَّة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، فالرؤيا الصالحة جند من جنود الله، ولكن لا يعني أنَّ الذي يرى الرؤى خيرٌ من الذي لا يرى، فقد يكون الرجل صالحاً، ولا يرى الرؤيا الصالحة.
وقد صحّ عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا رَأَى رُؤْيَا، قَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...)، متفق عليه، واللفظ لمسلم، فهذا دليل على أنَّ ابن عمر -رضي الله عنهما- يخبر عن نفسه حينها أنّه كان لا يرى الرؤيا الصالحة.
كما أن الرؤيا الصالحة قد تقع من الرجل غير الصالح، بل وتقع من الكافر، والدليل على ذلك رؤيا الملك الكافر في زمن يوسف -عليه السلام- ورؤيا صاحبي السجن التي وردت في سورة يوسف، ورغم ذلك فإنّ كثرة الرؤى الصالحة فلا تكون إلاّ لأهل الصلاح، ولأهل الصدق في الحديث.
يؤكّد هذا ما ثبت في الحديث أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا). أخرجه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ فالرؤيا الصادقة إشارة واضحة وجليّة على صدق الرائي.
لكن إذا كانت هذه الرؤى ليس فيها ما يدلّ على أنَّها من الله -تعالى- وكانت مجرد أحلام، فلا تدلّ على الصلاح، فقد تكون هذه الأحلام من تهاويل الشيطان، أو مما يخطر على البال من حديث النفس، فإن كانت هذه المنامات من تهاويل الشيطان، أو من حديث النفس، وما شابهه، فلا تدلّ على صلاح من رأى هذه المنامات.