السلام عليكم، أحرص قبل نومي دائما على قراءة القرآن والأذكار، وبرغم ذلك تتكرر الأحلام المزعجة كل يوم , وأريد منكم مساعدتي في معرفة ما سبب الأحلام المزعجة بالرغم من قراءة الأذكار؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي الكريم، إنَّ نفس الإنسان مجبولة من الشهوة والحكمة كليهما، فهي متقلبة بين النفس الأمارة بالسوء، والنفس اللوامة، والمطمئنة، ولا شكّ أنّ علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهديِه أنفع العلوم وأكملها.
والناس متفاوتون في الامتثال لذلك الهدي الشريف في حياتهم وتصرفاتهم، وبقدر تفاوتهم يحصل لهم الخير، وتنتفي عنهم الوساوس والشرور، حتى يوافق اللسانُ القلبَ، فتصل النفس إلى مقام قوله -تعالى-: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ) "سورة الرعد: آية 28".
وإنّ من الأحلام ما يكون حديث نفس انعكاساً لما ينشغل به الإنسان في نهاره، ويسيطر على تفكيره وباله من الأشخاص، والمشاهد، والصور المتكررة على مخيّلته، فتنطبع في ذهنه حتى تعجز النفس عن السيطرة على ورودها في خاطره.
فإذا اجتمع للنفس سلوكها القويم نهاراً، وتتبّعت إرشادات السنة المطهرة؛ كأن تنام متوضئاً طاهراً، ذاكراً لله، مضطجعاً على شِقِّك الأيمن، خفيف المعدة من الطعام، متجنباً للسهر الطويل بعد العشاء، خالي البال، متوكلاً على الله -تعالى-، ليس في قلبك سوء على أحد من المسلمين، فلا ريب أن تصل إلى السكينة والطمأنينة التي وعد الله بها عباده الذاكرين المتقين.
وهذا التوكل والوصايا يجمعها ويرشد إليها حديث البراء بن عازب حين قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أخذت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم إني أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، واجعلهن من آخر كلامك، فإن مت من ليلتك، مت وأنت على الفطرة) حديث صحيح أخرجه مسلم.