أنا شاب ملتزم، ولا أنام إلا على وضوء الحمدلله، ولكني مع ذلك رأيت في المنام قبل يومين أن هنالك عقرباً قام بلدغي في قدمي، وأريد معرفة ما تفسير حلم لدغة العقرب في القدم؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
ثبت عن رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- فيما يخص ما يراه الإنسان في منامه، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في صحيح البخاري أنه قال: (الرُّؤْيا ثَلاثٌ: حَديثُ النَّفْسِ، وتَخْوِيفُ الشَّيْطانِ، وبُشْرَى مِنَ اللَّهِ، فمَن رَأَى شيئًا يَكْرَهُهُ فلا يَقُصَّهُ علَى أحَدٍ ولْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ)، فإذا رأى الإنسان ما يحزنه ويفزعه، فلا يحّدث أحًدا بما رآه أبدا، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ويتفل على شماله، وبذلك لا يتحقق ما قد رآه الإنسان، بإذن الله -تعالى-.
وقد فسّر الإمام ابن سيرين لدغة العقرب بحصول الرائي على مال سرعان ما يزول ويذهب، ووافقه على ذلك الإمام عبد الغني النابلسي، وزاد على ذلك رؤية الإنسان بأنه يحمل عقربًا يقوم بلدغ الناس؛ فقيل إنه يمكن أن يكون للدلالة على أنه أنسان يغتاب الآخرين.
ورأى الإمام الملا الإحسائي بأن رؤية بأن العقرب يقوم بلسع الرائي؛ فذلك يمكن أن يكون دلالة على إنسان ما يغتابه، أما الإمام ابن غنّام فقد أورد عموم رؤية العقرب بأنه قد يكون للدلالة على الرجل النمام.
وفي عموم الأمر لم يؤوّل المفسّرون رؤية العقرب على خير للرائي، فقد فسّره الإمام الملا الإحسائي بالعدو الضعيف، وأوّل الخوف منها دون التعرّض للسعتها بأنه للدلالة على نميمة عدو ما، وإن لم يكن خائفًا فلا يضرّه عدوه ولا يغتابه.
والآن بعدما تعرّفت على تأويل رؤية العقرب في المنام، أنوّه على أن تأويل الرؤى في المنام هو علم ظني التأويل، ولا قطع في ما يُقال من قبل المفسرين، فما على المسلم إذا سمع تأويل رؤياه إلا أن يتوكل على الله، خاصة إذا كان في التأويل ما يحزنه.