أرجو المساعدة في بيان معنى كلمة مقرنين الواردة في سورة الفرقان في قوله تعالى: (وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا)، حيث شعرت أن معنى الكلمة مختلف في الآية (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) الواردة في سورة الزخرف، ولكم جزيل الشكر.
حياك الله السّائل الكريم، وصحيحٌ ما قلت فكلمة مُقَرَّنِينَ يختلف معناها عن مُقْرِنين، ومعناها في قول الله -تعالى-: (وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا)، [الفرقان:13] أي:
وتوضّح كتب التفسير لنا أن معنى هذه الآية هو أنّ الكفّار سيُلقون في مكانٍ شديد الضّيق في نار جهنّم، وسيكونون مصفّدين وموثّقين بالسلاسل وقد قُرنت أيديهم إلى أعناقهم، وحينها سيتحسّرون تحسُّراً شديداً على عدم إيمانهم في الدنيا، وسيدعون على أنفسهم بالويل والهلاك للتخلّص من عذابها وضيقها الشديد.
أما لفظ مُقْرِنين في سورة الزخرف في قوله -تعالى-: (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ)، [الزخرف:13] فتعني مطيقين وقادرين، أي لولا تسخير الله -تعالى- لنا هذه النِّعم وتيسيرها لنا لما كُنّا قادرين على الحصول عليها وتيسيرها.