أنا فتاة مهتمّة بمعرفة فضائل سور القرآن الكريم، وقرأت قبل فترة منشوراً عن فضل قراءة سورة ياسين، وتحديداً بعد صلاة الفجر، ولست متأكدة من المعلومات الواردة فيه، وأحتاج للتثبّت من خلالكم: ما فضل قراءة سورة ياسين بعد صلاة الفجر؟
أهلاً ومرحباً أختي الكريمة، وشكر الله لكِ حرصك على التثبّت من صحّة المنشورات التي تتناول فضائل سور القرآن الكريم، وبداية يجدر التّأكيد على أنّ فضائل سور القرآن الكريم لا تثبت إلا بالخبر الصّحيح، ومن غير الجائز شرعاً إثبات فضل خاص لسورة معيّنة دون دليل شرعي.
وعند تحقيق المسألة عند أهل العلم نجد أنّ ما انتشر في بعض المواقع ونصّه: (من قرأ "يس" إذا أصبح لم يزل في فرح حتى يمسي، ومن قرأها إذا أمسى لم يزل في فرح حتى يصبح) ليس حديثاً إطلاقاً، ولم يروَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأيّ وجه، وإنّما هو أثر منقول عن يحيى بن أبي كثير، وهو من صغار التّابعين؛ حيث توفي 132 للهجرة.
والمحقّقون من أهل العلم ذهبوا إلى أنّ الأحاديث التي رُويتْ في فضل سورة يس كلّها ضعيفة، ولا يرقى أيّ منها إلى درجة الصحيح، فضلاً عن أنّه لم يثبت أيّ حديث يشير إلى أنّ النبي -صلى الله عليه وسلّم- كان يداوم على قراءة هذه السورة تحديداً وقت الفجر.
ومّما يتناقله النّاس أحياناً من غير تثبّت قول: (يس لما قرئت له)، ويذكرون أنّ في قراءة سورة يس قضاء للحوائج وتسهيل الأمور، وينبغي التّنبيه إلى بطلان نسبة هذا الكلام إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أو حتّى إلى أهل العلم من الصحابة الكرام أو التابعين.
وأرجو أنْ لا يُفهَم من هذا الردّ تقليلاً -لا سمح الله- من شأن هذه السورة المباركة؛ ولكنّه من باب الذّود عن سنّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- والحرص على عدم تعلّق النّاس في الروايات الواهية والمكذوبة، أمّا سورة (يس) فهي من السّور المكية العظيمة، وعدد آياتها ثلاث وثمانون آية، وفواصلها قصيرة ذاتُ تأثير بالغ في نفس القارئ المتدبّر، خاصّة أنّها ركّزت على توحيد الله -تعالى- ومسألة البعث والنّشور وعاقبة المكذبين بهما.
وختاماً، أنصحك بالاطّلاع على أحد أصحّ المصنّفات في فضائل سور القرآن للحافظ ابن كثير الدمشقي -رحمه الله-