السلام عليكم، أنا رجل متزوج وعندي خمسة أطفال، ووضعي المادي شبه معدم ولله الحمد على كل حال، رزقني الله تعالى قبل يوم بطفل ذكر، وسمعت أن علي ذبح عقيقة، ولكن الحال لا يسمح للأسف، فهل هناك أضرار قد تصيب طفلي إن لم أذبح عقيقة؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
سؤالك يجلب الانتباه، أخي السائل؛ لأن هذا الموضوع يثير اهتمام كثير من الناس، والجواب على سؤالك، كما يأتي:
ذبح العقيقة عن المولود ليست من الواجبات، وكل شيء ليس بواجب لا تترتب عليه العقوبات، وإنما تترتب العقوبات على ترك الواجبات، وحكم ذبح العقيقة عند معظم العلماء وباتفاق المذاهب الأربعة ليست واجبة، وإنما حكمها هو الاستحباب، والمستحبّ يُثاب فاعله، ولا يعاقب تاركه، وعلى ذلك، فمن ترك العقيقة لا يعاقب.
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله -تعالى-: "العقيقة سنة مؤكدة وليست واجبة، عن الذكر شاتان وعن الأنثى واحدة، والسنة أن تذبح في اليوم السابع ولو سقط ميتاً".
ولو كانت هناك أضرار كما قلت، فإنها لن تصيب الصبي؛ لأنه غير مكلف بذبح العقيقة، والصبي لا يقع عليه التكاليف الشرعية، وقد رفع الله -تعالى- عنه القلم، وقد روى علي -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (رُفِع القلمُ عنْ ثلاثةٍ؛ عنِ الصغيرِ حتى يبلُغَ، وعَنِ النائمِ حتى يستيقظَ، وعنِ المصابِ حتى يُكشفَ عنهُ). رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم.
وقد ذكر بعض العلماء أن من فوائد العقيقة رفع الضررعن الصبي المولود، وهناك فرق بين أنها تمنع الضرر الواقع من الله -تعالى-، وبين أن الضرر يقع على الصبي الذي لم يُذبح عنه عقيقة.
ولكن ليس هناك تأثير للعقيقة على الرزق وتيسير الأمور في المستقبل، ولم يرد في السنّة أنّ من لم يُعقّ عنه فسيصيبه الضرر، فعلى الإنسان أن يأخذ بالأسباب التي شرعها الله حتّى يوفّقه، وباستطاعة الإنسان الذي لم يعقّ عنه والداه أن يعقّ عن نفسه عندما يكبر إن استطاع ذلك.
ويُستحبّ للآباء أن يطبقوا هذه السنة الحميدة إن استطاعوا؛ حتى لا يفوّتوا على أولادهم وعلى أنفسهم الخير الكثير، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الغُلَامُ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ يُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ، وَيُسَمَّى، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ)، رواه الترمذي عن سمرة بسند صحيح.