يشغلني كثيراً معنى عالم البرزخ وأحوال القبر، وأبحث دائماً عن مقارنات بين حياة البرزخ والحياة الدنيا، وأود الاستفسار على وجه التحديد عن حياة البرزخ، هل هي أفضل من الدنيا؟
حياك الله، ورزقنا وإياكم حسن الختام. تقع حياة البرزخ بين حياتين؛ تسبقها الحياة الدنيا، وتتبعها الحياة الآخرة؛ لذا قال أهل العلم أن حال الإنسان في حياة البرزخ تكون وسطاً بين أمرين؛ فإن كان مؤمناً فحياة البرزخ أكمل، وأفضل بالنسبة له من الدنيا، وأقل درجة من نعيم الآخرة الذي ينتظره؛ لأن الإنسان يتنعم في قبره، ويتسع له مدّ بصره، ويفتح لها باباً من الجنة.
أما إن كان كافراً فحياة البرزخ بالنسبة له أسوأ من الدنيا، وأخف عذاباً مما ينتظره في الحياة الآخرة؛ لأنه يتعذب في قبره، ويضيق عليه فيه، ويفتح له حفرة من حفر النار، يقول -صلى الله عليه وسلم-:
(مُسْتَرِيحٌ ومُسْتَرَاحٌ منه، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، ما المُسْتَرِيحُ والمُسْتَرَاحُ منه؟، قالَ: العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِن نَصَبِ الدُّنْيَا، وأَذَاهَا إلى رَحْمَةِ اللَّهِ، والعَبْدُ الفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ منه العِبَادُ، والبِلَادُ، والشَّجَرُ والدَّوَابُّ). "أخرجه البخاري"