حياك الله، إذا نظرنا إلى آيات سورة الكوثر وجدناها تخلوا من حرف الميم؛ قال -تعالى-: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)، [1- 3] وهذه السورة الكريمة هي أقصر سور القرآن الكريم، وتقع في جزء (30)، تحديداً في جزء عمّ.
ولم نقف على سورة أخرى خلت آياتها من حرف الميم؛ وكل هذا لا علاقة له بالإعجاز القرآني، ولا حكمة من ذلك؛ إذ لم يتطرق أهل العلم والتفسير إلى القول بمثل هذه الأقاويل، إنما هي من المسائل التي درج بين الناس البحث عنها؛ من باب المعرفة وإثارة الأسئلة.
أما الكوثر فهو نهر في الجنة أعطاه الله للنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث ثبت في صحيح مسلم قوله -عليه السلام-: (إنَّه نَهْرٌ وعَدَنِيهِ رَبِّي عزَّ وجلَّ، عليه خَيْرٌ كَثِيرٌ، هو حَوْضٌ تَرِدُ عليه أُمَّتي يَومَ القِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، فيُخْتَلَجُ العَبْدُ منهمْ).