أنا سأسافر قريبًا، وبدأ أصحابي بتوصيتي بالدعاء لهم أثناء سفري بحجة أن دعاء المسافر مستجاب، فهل هو كذلك فعلًا؟
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نعم هو كذلك، فقد جاء في الحديث الصَّحيح أنَّ دعاء المسافر من الأدعية التي لا تردُّ، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النَّبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثُ دعواتٍ مستجاباتٌ لا شَكَّ فيهِنَّ: دَعوةُ المظلومِ، ودعوةُ المسافرِ، ودعوةُ الوالدِ على ولدِهِ). "أخرجه الترمذي، وحسَّنه الألباني".
وكلما طالت مسافة السَّفر كان أقرب إلى إجابة الدُّعاء، فقد جاء في الحديث الذي يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه- قوله: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟!). "أخرجه مسلم" فدلَّ ذلك على أنَّ طول السَّفر مع الكسب الحلال من أسباب إجابة الدُّعاء.
ولأن السَّفر قطعة من العذاب كما جاء في الحديث، وهو مظنَّةٌ لانكسار النَّفس بالغربة عن الأوطان، وفيه من المشاق والمكاره التي يلقاها المسافر؛ كان ذلك سببًا في إجابة دعائه، والله أعلم.