كنت أبحث عن حكم تربية الحمام، فوجدت بعض المواقع تذكر أنّ تربية الحمام تجلب الفقر، ومواقع أخرى تذكر أنّ تربية الطيور تجلب الرزق، وأحببت أنْ أتأكد من خلالكم هل ورد دليل شرعي أنّ تربية الحمام تجلب الفقر، أرجو المساعدة ما صحة ذلك؟ وشكراً لكم.
أهلاً ومرحباً بك، لا صحة لما يعتقده أو يتناقله بعض الناس بأنّ تربية الحمام أو الطيور تجلب الفقر؛ حيث ذهب أهل العلم إلى جواز تربية الحمام من باب الاستئناس بها، أو الاستفادة من بيضها ولحمها؛ على أن لا تُلحق الضرر بالجيران أو تؤذي الزروع ونحوها.
وفي السنة النبوية ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وكانَ لي أخٌ يُقَالُ له: أبو عُمَيْرٍ -قالَ: أحْسِبُهُ- فَطِيمًا، وكانَ إذَا جَاءَ قالَ: يا أبَا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ نُغَرٌ كانَ يَلْعَبُ به)؛ [أخرجه البخاري] والنغير طائر صغير، وبهذا الحديث استدل أهل العلم على جواز تربية الطيور.
ولعلّ القول بأنّ تربية الحمام تجلب الفقر جاءت من استنزاف الأوقات في تربيتها؛ فتكون مضيعة للوقت في كثير من الأحيان، كما قد تؤدي إلى الانشغال عن الأمور الأخرى من السعي للرزق والقيام بالعبادات؛ وقد تسبب الفقر في حال استخدامها كوسيلة للتطيّر والتشاؤم، وترك العمل والتقاعس عنه.