تعددت أقوال العلماء في المقصود بالصائبة الذين ورد ذكرهم في هذه الآية وفي غيرها من آيات القرآن على أقوال، والأرجح في ذلك ما حققه بعض العلماء من أن الصائبة نوعان:
النوع الأول
الصابئة الحنفاء، وهم الذين تركوا أديان أقوامهم الباطلة وتوجهوا لعبادة الله وحده لا شريك له ولكن لم يكن عندهم كتاب أو شريعة من نبي يتعبدون عليها، فهم صابئة لأنهم صبؤوا، يعني خرجوا عن دين أقوامهم لذلك كانت قريش تسمي الرسول -عليه السلام- بالصابئ.
النوع الثاني
الصابئة المشركة، وهم الذين عبدوا الكواكب العلوية باعتقاد أنهم يعبدون الملائكة والأرواح العلوية المقدسة، وهذه الصابئة هي التي وجدت في العراق وحران وبُعث فيهم النبي إبراهيم -عليه السلام-، وبقي منهم طائفة قليلة في زمننا.
والمقصود في الآية هو النوع الأول من الصابئة، لأنَّها جاءت على صيغة المدح لمن التزم بدينه الحق وعمل صالحاً، وهذا لا يُقال في شأن الصابئة المشركة؛ لأنَّهم لا عمل صالح لهم ما داموا على شركهم، أما اليهود والنصارى فالمقصود من كان منهم على دينه الحق قبل التحريف وقبل بعثة النبي محمد.