كنت أقرأ اليوم عن معركة عين جالوت التي حدثت بين المغول والمسلمين، وأريد أن أعرف بعض المعلومات عن المغول، فمن أي الدول كانوا؟ وأي اللغات كانوا يتحدثون؟ وهل أصولهم تعود للأتراك؟ فما هو أصل المغول؟
حياك الله وبارك فيك، بدايةً معركة عين جالوت كانت من أهمِّ المعارك التي حصلت بين المسلمين والمغول، فهي المعركة الحاسمة التي أوقفت استباحتهم لبلاد المسلمين بعد سقوط العاصمة العباسية بغداد ومقتل خليفتها بطريقةٍ مُهينة.
وتعود أصول المغول لشمال شرق آسيا، ووطنهم مُقسّم إلى دولة منغوليا المستقلة؛ وهي منغوليا الخارجية، ومنطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم في الصين وجنوب روسيا، فيرجع أصول المغول إلى بلاد الصين هضبة منغوليا، وكانت المغول تسكن بجوار عددٍ من القبائلِ الأخرى الذين كان بينهم وبين هذه القبائل حروب وصراعات، مثل التتار، أمّا اسم المغول فقد تم إطلاقه على كل من يتكلم اللغة المغولية.
وأمّا بالنسبة لسؤالك هل أصولهم تعود للأتراك، فعليك معرفة أنّ مصطلح المغول الأتراك هو مصطلح جديد لعددٍ من الرّحالة الذين خضعوا تحت حكم الإمبراطورية المغولية، وأطلقوا عليهم هذا الاسم بعد تعرضهم لعمليات تتريك؛ من حيث الهوية واللغة بعد الحملات المغولية، واستمدوا أصولهم الثقافية والعرقية من آسيا الوسطى، وإنّ من أهمّ الممالك التركية المغولية: خانات الجاغاتاي، والقبيلة الذهبية، والمملكة الإيلخانية.
ويقول بعض المؤرخين إلى أنّ نسبهم يعود لأسرةِ تانج الصينية، وأوّل ظهور لهم كان في القرن الثامن، أمّا ظهورهم الفعلي فبدأ في القرن الحادي عشر عندما كانوا قبائل صغيرة وقليلة عند نهر أونون، وهو نهر موجود حالياً ما بين روسيا ومنغوليا.
وبعد ذلك تمّ توحيد جميع هذه القبائل في القرن الثالث عشر تحت حكم جنكيز خان، الذي قام بتأسيس المغول عام 1206، وترك لهم حرية العبادة، بحيث يختار كل مغولي الديانة التي يريدها، وتوسعت بعدها الإمبراطورية المغولية وازدهرت بعد وفاته عام 1227، في فترة حكم ذريته ومن أتى من بعده.
وينقسم وجودهم ما بين ثلاث دول وهي: منغوليا والصين وجنوب روسيا، ويتواجد جزء منهم أيضاً في أفغانستان، ويبلغ عدد المغول في الصين قرابة ست ملايين نسمة، وفي منغوليا قرابة ثلاث ملايين نسمة، وفي روسيا مليون نسمة.
بالإضافة إلى وجود بعض من الأقليات المغولية في جميع أنحاء آسيا الوسطى؛ بسبب الهجرات المغولية والحروب، ويتكون سكان منغوليا من 92.6٪ من المغول، والذين يبلغ تعدادهم حوالي 2.7 مليون نسمة.
كان كلّ قسمٍ من المغول يتحدث باللغة المناسبة له حسب المكان الذي يعيش فيه، فكانت لغاتهم أربعة؛ وهي: اللغة المنغولية، والأتراكية، والصينية، والفارسية، أمّا التتار فلم يكونوا مغولاً، بل كانوا حلفاء للصينيين في منغوليا وأعداء للمغول.
ودليل ذلك إصرار جنكيز خان على إبادتهم بالكامل، فأدّى ذلك لعدم نجاة أيٍّ منهم، سوى بعض من السبايا وصغار السن وقليلٌ من الرجال الذين استطاعوا الهروب بأعجوبة، أمّا التتارالجُدد فهم عبارة عن مجموعة من القبائل التي تتكون في أغلبها من أتراك القفجاق والمغول والتتار القدماء.
وتمّ إطلاق هذه التسمية عليهم من قبل الروس والأوروبيين، وأغلبية التتار الجدد يتحدثون اللغة التركية، ويعود أسلافهم للمغول، أمّا عن أصولهم فقد اختلفوا عليها، ولكن بشكلٍ عام يتم اعتبارهم قومية مختلطة ومركبة متكونة من الترك والمغول والتتر.