حياك الله، بداية أود التنبيه على تعدد أقوال أهل العلم في مسألة البحر الميت؛ إن كان هو مكان خسف قوم لوط -عليه السلام- أم لا، كما لم يثبت أيضاً أن الله -سبحانه- عاقب زوجة لوط -عليه السلام- بأنْ جَعل لها تمثالاً؛ وإنما هي مجموعة أقوال يَتناقلُها الناس لوجود صخرة في منطقة البحر الميت يُهيّئ لناظِرها أنّها تمثال لإنسان.
وكل ما ورد في عقوبة امرأة لوط -عليه السلام- هو عموم العذاب الذي حصل لقومها من الخسف؛ وذلك لأنّها كانت تتجسس على نبيّ الله لوط -عليه السلام- كما قال أهل العلم، وقيل لأنّها كانت مقرّة بمعصية قومها وكفرهم، دون أن تشاركهم الفاحشة.
قال -تعالى-: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)، [التحريم: 10] ويقصد بالخيانة هنا خيانة الدين لا الخيانة الزوجية.