سمعت أن نهاية الدولة الأموية كانت حين قتل آخر خليفة من بني أمية، وبعدها بدأ حكم الدولة العباسية للعالم الإسلامي، وأريد أن أعرف تفاصيل مقتل آخر خليفة للدولة الأموية، كما أريد أن أعرف من هو آخر خلفاء الدولة الأموية؟
السلام عليكم، حياك الله السائل الكريم، فإنّ آخر خلفاء الدولة الأموية الأولى هو أبو عبد الملك مروان الثاني بن محمد بن مروان بن الحكم الأموي، المُلقب بمروان الجعدي نسبة إلى معلمه الجَعد بن درهم.
تولى مروان بن محمد الخلافة بعد موت إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك الأموي عام 127هـ، ونقل عاصمة خلافته من دمشق إلى حران، وتميز عهده بكثرة القلاقل والفتن والاضطرابات داخل البيت الأموي وخارجه.
وكانت الخلافات في البيت الأموي قد بدأت بعد موت هشام بن عبد الملك وتولي الوليد بن يزيد بن عبد الملك والذي ثار عليه ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك وقتله، وكانت هذه بداية نهاية الدولة الأموية.
بدأ مروان الثاني عهده بالقتال مع ابن عمه سليمان بن هشام بن عبد الملك، وحدثت بينهما معركة كبيرة انتصر فيها مروان، كما ثارعليه بعض قادته منهم يزيد بن عمر بن هبيرة، وخرجت عن طاعته بعض المدن مثل حمص، وكان مروان يقاتل ويواجه في كل ذلك ويظهر عليهم في الغالب، وما يفتأ أن ينتهي من ثورة حتى يدخل في أخرى.
وبخلاف الثورات داخل البيت الأموي، واجه مروان بن محمد ثورات الخوارج في عهده، منها ثورة أبو حمزة الخارجي الذي استولى ومن معه من الخوارج على بعض مناطق الجزيرة العربية بما فيها مكة والمدينة، ولكن مروان حاربهم وانتصر عليهم، ثم ظهرت ثورة الضحّاك بن قيس الشبياني في العراق والتي طال أمدها وهددت حكم مروان.
ثم ظهرت دعوة العباسيين من خراسان بدعوى إزالة ظلم الأمويين والانتصارلآل البيت، فبدأت المعارك بين جيوش العباسيين وجيوش الأمويين، ولكن جيوش الأمويين كانت متهالكة مشتتة تعاني التفرق والتشرذم نتيجة الخلافات الداخلية والخارجية.
فانتصر العباسيين على الأمويّين في المعارك، واستولوا على المدن والبلاد، حتى حصلت المعركة الفاصلة عند نهر الزاب عام 132 وانتصر العباسيون، وهرب مروان بن محمد فانتهت الدولة الأموية وبدأت الدولة العباسية، وطارد العباسيون مروان بن محمد حتى أدركوه في مصر وقتلوه هناك.
أمّا الدولة الأموية الثانية وهي التي ظهرت في الأندلس بعد هروب عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك من العباسيين، حيث دخل عبد الرحمن الملقب "بالداخل" أو "صقر قريش" الأندلس، وكان قد سيطر عليها وصار أميراً فيها وأعاد فيها تأسيس الدولة الأموية ولكنه لم يطلق على نفسه لقب الخليفة.
وكذلك من حكم من بعده من أولاده وأحفاده، حتى جاء الأمير عبد الرحمن الناصر لدين الله فأطلق على نفس لقب الخليفة، وقد تعاقب على حكم هذه الدولة سبعة عشر أميراً كان آخرهم أبو بكر المعتمد المعتد بالله بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر لدين الله، وانتهت الدولة الأموية من بعده في الأندلس.