حدثتنا البارحة جدتي عن صحابي كان شديد الحياء لدرجة أن الملائكة كانت تستحي منه، لكنها نسيت اسمه، وطلبت منا أن نبحث لها عنه، فما اسم الصحابي الذي كانت تستحي منه الملائكة؟
إنّ الصحابة الكرام يتحلون بصفة الحياء، لكن قد تظهر عند بعضهم بصورة واضحة لافتة، ومن ذلك شدة حياء ذلك الصحابي الذي تستحي منه الملائكة الكرام، وهو الصحابي الجليل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-؛ فهو أكثرهم حياءً.
وذلك لما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-؛ لما كان رسول الله في بيتها، ودخل عليه صحابته أبو بكر الصديق أولاً، ثم عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- وكان -صلى الله عليه وسلم- مُضجعاً وكاشفاً عن ساقيه؛ لكنه عند دخولهم لم يُسوي ثيابه، إلا عندما استأذنه عثمان قام النبي -صلى الله عليه وسلم- وحرص على إسدال ثوبه؛ وذلك حياءً من صاحبه عثمان -رضي الله عنه-.
ونص الحديث هو: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- مُضْطَجِعًا في بَيْتِي، كَاشِفًا عن فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فأذِنَ له، وَهو علَى تِلكَ الحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فأذِنَ له، وَهو كَذلكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، وَسَوَّى ثِيَابَهُ، قالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذلكَ في يَومٍ وَاحِدٍ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ). "أخرجه مسلم"
(فَلَمَّا خَرَجَ قالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقالَ: أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ). "أخرجه مسلم"