أنا شاب مهتم بقضايا التنمية البشرية، ولفت نظري قول عمر بن الخطاب: اعتزل ما يؤذيك، وأريد معرفة هذا النص كاملاً، كما أرغب بالاستفسار عن دلالته ومعناه؛ فما معنى اعتزل ما يؤذيك؟
أهلاً بك، وكتب لك الخير. جاء في مسند عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، في الجامع الكبير للسيوطي قوله: "اعتزل ما يؤذيك، وعليك بالخليل الصالح، وقلَّ ما تجده، وشاور في أمرِك الذين يخافون اللَّه -عز وجل-".
وهو قول ثابت عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ ويقصد به الابتعاد عن كل ما يؤذي المرء في دينه أو في دنياه من دون خصام؛ لتحقيق السلام النفسي الذي تظهر آثاره على سلوك الإنسان وإنجازه، كما أن تخير الجليس الصالح، ومشاورة من يخاف الله -تعالى- من الأمور التي تخفف الأذى، وتعوض الإنسان عن اعتزاله لمن يؤذيه.
ولا يفهم من هذا القول الدعوة للانطوائية؛ أو للهجر المنهي عنه؛ إنما في ذلك إشارة لعدم تحمل الإنسان فوق حدود طاقته، ودعوة واضحة للإعراض عن الأذى الذي قد يتبعه الضرر، أو الإحراج، أو الإساءة، وقد استدل بعض أهل العلم على صحة هذه العبارة بقوله -تعالى-: (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ). "الأعراف: 199"