أفكر في أنه لا بد أن يكون للإيمان دور في بناء شخصية المسلم السوي، لذا أريد أن أسأل، هل للإيمان دور في بناء الشخصية السوية؟ وما آثار الشخصية السوية على الفرد والمجتمع؟
1 إجابة واحدة
حياك الله السائل الكريم، وأشكرك على اهتمامك وربطك بين الدين وتأثيره في حياة الفرد المسلم، إنّ من آثار الإيمان على شخصية المسلم أنه يجعله لا يقول إلا الحق، ولا يفعل إلا ما يرضي الله، ومن يتّسم بهذه السمات يُحبه الله -تعالى-، وينشُر مَحَبَّتّهُ بين الناس؛ فيحبون أن يتعاملوا معه لأنه صادقٌ وطيب المعشر بين من يتعامل معه.
وأما من الناحية الأخرى حيث أن من المؤكد أن شخصية المسلم السويّة لا تؤثر فقط على الفرد نفسه، وإنما تؤثر أيضاً على من حوله وعلى المجتمع كافة، فمن كانت نفسيته طيبة، مطمئنة، واثقة بالله -تعالى-، ترجو رحمته وتخشى عقابه، وتعمل وتجدّ وتتوكّل حق التوكل على الله؛ فتزيد ثقة الفرد بنفسه ويدعم نفسه، ويدعم غيره عند الحاجة.
ومن الأحاديث التي وردت في ذلك، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أوْ لِيَصْمُتْ)، "أخرجه البخاري"، وهذا دلالة على أنّ الإيمان دافعٌ لما نقوم به، فاللهم اجعلنا ممن آمنوا حق الإيمان، وظهر إيمانهم في تعاملاتهم.
والمؤمن الذي يستقرّ الإيمان في نفسه حق الاستقرار، ويكون متبعٍ للدين ولأوامره بطريقة وَسَطية لا اعوجاج فيها، سوف يكون من المؤمنين الذين يظهر تأثير هذا الإيمان في حياتهم الشخصية والعملية.
حيث يَربِط جميع أموره بتقدير الله -تعالى-، ولا يحزن على ما أصابه من مصائب و ابتلاءات، بل يكون متفائلاً بما سوف يكون قادم ويشجع من حوله على التفاؤل، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحبّ الفأل ويدعُ إليه حيث قال: (لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الفَأْلُ قالوا: وَما الفَأْلُ؟ قالَ: كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ). "أخرجه البخاري"