أعاني من الشذوذ الجنسي، وقمت بفعله مرات متعددة، مع عدم قبولي ومحبتي لهذا الفعل، وأحاول دائما اللجوء إلى الله وصرف تفكيري عنه، وأريد السؤال هل القرين أو المس لهما علاقة بالميول نحو الشذوذ الجنسي؟
حياك الله أخي الكريم، ونسأل الله الكريم أن يعصمك من الشيطان وكيده، من الحقائق التي لا يمكن إنكارها شرعاً خلق الله -تعالى- للجنِّ، لكن مسألة حدوث التلبس للإنس بمسٍّ من الجن العاشق مسألةٌ خلافيةٌ بين العلماء ابتداءً، وعلى فرض إمكانية حصولها، فلا بد أن تتأكد من وجود المسِّ ابتداءً، لأن كثيراً من الحالات المصابة بالمسِّ تتشابه علاماتها بحالات الاضطراب النفسي والأوهام.
وإذا تأكدت يقيناً بوجود أعراض المسّ عندك، فإن له علاماتٌ عديدةٌ، منها النفور من الزواج، والميل الجنسي أو الشذوذ والنظر المحرم، ولكن لا يمكن تعليق ارتكاب الإنسان لهذه المحرمات بحجة وجود المسِّ، لأنَّ الإنسان عندما بلغ، أعطي كامل الإرادة في اختياراته، وليس للشيطان على عباد الله -تعالى- المعتصمين بحبله وحفظه أيّ سبيل، يقول -تعالى-: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ). "سورة النحل: 99"
وعلى العموم وفي كلا حالتيِّ وجود المسِّ وعدمه، فإن الشيطان يدعو الإنسان إلى عصيان الله -تعالى- ومخالفة أوامره، وتزيين الشهوات المحرمة في نظره، فالواجب عليك الخروج من هذه الأفكار والتوهمات، والمسارعة إلى الاستغفار والتوبة النصوحة، بالإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العودة إليه، وإصلاح ما فات، واستشارة المختصين من علم النفس، ليقوموا بتشخيص الأمور لديك.
وبعد القيام بهذه الاستشارة، لا بأس إن أشار عليك المختصين في علم النفس، بزيارة أحد الرقاة المشهورين بعلمهم وأمانتهم، لطلب الرقية الشرعية من القرآن والسنة، ولا يلزمك الرجوع إليهم إن أردتّ أن ترقي نفسك بنفسك بالرّقية الشرعية والتي بإمكانك تحصيلها من الكتب أو المواقع الموثوقة.
ونوصيك بالدوام على طاعة الله -تعالى- وتقواه، والالتزام بأداء الصلوات، وأن لا تدع للشيطان فرصةً عليك، وذلك بدوام تحصنك بأذكار الصباح والمساء وأذكار اليوم والليلة وقراءة القرآن، والبعد عن الذنوب والمعاصي، هذا والله -تعالى- أعلم.