أثناء تلاوتي في سورة يس استوقفني قول الله تعالى: (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى) واستفساري: من هو هذا الرجل؟ وهل هناك سبب نزول لهذه الآية: (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى)؟ أرجو الإفادة مع الشكر.
حيّاك المولى، إنّ الرجل المذكور في الآية الكريمة هو ما أطلق عليه المفسرون "صالح آل ياسين"؛ كما نقل جمٌع منهم عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ هذا الرجل يُدعى حبيب بن مُرّيّ المعروف بحبيب النّجار، وهذا الرجل قد كان مؤمناً من أهل القرية التي بعث الله -تعالى- لهم ثلاثة من الرسل؛ فكذبوهم جميعاً واتفقوا على قتلهم؛ فلمّا وصل الخبر إلى هذا الرجل الصالح جاءهم من أقصى المدينة يذكرهم ويرشدهم.
حيث قال -تعالى- على لسانه: (يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ* اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ)؛ [يس: 20-21] وقد ظلّ يُحاور أصحاب القرية، ويُقيم الحجة عليهم حتى أعلن لهم إسلامه؛ فما كان منهم إلا أن قتلوه، فأكرمه المولى -سبحانه- بدخول الجنّة، حيث تمنى لو علم قومه بما نال من الجزاء والإكرام؛ قال -تعالى-: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ* بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ). [يس: 26- 27]