قبل فترة قصيرة شاهدت برنامجاً يتحدث عن أهم ما قدمه صلاح الدين الأيوبي، ومنه تأسيسه الفعلي للدولة الأيوبية، وأنه لُقِبَ بالملك الناصر، وأريد أن تعطوني نبذة مختصرة عن قصته وإنجازاته الفعلية، فما قصة صلاح الدين الأيوبي مختصرة؟
حيّاك الله، صلاح الدين الأيوبي بطلٌ عظيم، ومجاهدٌ ما ترك السيف، وقائدٌ محنك، حرّك الناس إلى هدفٍ كبيرٍ؛ وهو تحرير بيت المقدس، وهو ملكٌ عادلٌ ينتصر للضعيف، ويحاسب المعتدي، ويَنعم بعدله حتى أعداؤه، شهد له من عاصره من أتباعه بالخير، وصوَّره كتاب أوروبا بأنه الفارس النبيل، وسأسرد لك قصته باختصار على شكل نقاط:
هو يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي، وهو كردي النسب، وُلد سنة 532 للهجرة الموافق لسنة 1138 للميلاد، وكان والده والياً على قلعة تكريت، وكان يوم مولده في الليلة التي غادر فيها والده القلعة، ثم عاش فترةً من عمره في بعلبك، حيث صار والده والياً عليها، ثم انتقل إلى دمشق فأمضى صلاح الدين حياته في قصر نور الدين زنكي.
احتكّ صلاح الدين بقيادات كبيرة، حيث تعلّم ذلك على يد والده نجم الدين أيوب وعمه أسد الدين شيركوه، وأستاذه الأكبر هو نور الدين زنكي.
كان محباً للقرآن الكريم، كثير القراءة والاستماع له، ملتزماً بتعاليم دينه، يحافظ على صلواته في الجماعات عادة، ويحب العلم والعلماء، ويُكثر الجلوس معهم ويناقشهم في المسائل، وكان كريماً كثير العطاء، حليماً يشهد له بذلك أعداؤه.
ولكنه يغضب لله -سبحانه وتعالى-، ولا يسكت على ظلمٍ يقع على الناس؛ ومن ذلك قتله لأرناط حاكم الكرك الذي كان يتعرض لقوافل المسلمين والحجّاج، وكان صلاح الدين شجاعاً كثير الغزو والجهاد.
أول إنجازاته وأكبرها: تحرير بيت المقدس من أيدي الصليبيين الذين احتلوه ما يزيد عن التسعين سنة، وأكثروا فيه الفساد؛ فقتلوا الناس، حتى قيل إنهم قتلوا يوم احتلالهم لبيت المقدس سبعين ألف مسلم، واعتدوا على الحرائر، ودنّسوا المقدسات، وبلغ من حقدهم أن جعلوا المسجد الأقصى المبارك إسطبلاً لخيولهم.
وقد كان تحرير بيت المقدس بعد معركة حطين الشهيرة التي تحطّمت فيها معظم قوات الصليبيين، وأُسر فيها قادتهم وأفضل فرسانهم، وكان من بينهم ملك مملكة القدس، وقد حدثت عام 1187 للميلاد، ومن إنجازاته أيضاً توحيده الشام ومصر تحت لوائه، لتكون جبهة واحدة تحيط بالصليبيين المحتلين لفلسطين من الجهتين.
ومن إنجازاته كذلك إسقاطه الدولة الفاطمية في مصر بأمر من نور الدين زنكي عندما كان مبعوثه في مصر، ومن الجدير بالذكر أن الدولة الفاطمية قد حكمت مصر والمغرب قبلها حوالي 260 سنة، وحاولت التوسع على حساب الدولة العباسية السنّية.
وقد أنشأ في مصر مدرستيّ الناصرية والكاملية الكبيرتين لنشر العلم الشرعي، وانتشر تعليم المذهب السني للناس الذي حاول الفاطميون طمسه في فترة حكمهم، ومن إنجازات صلاح الدين أنه وسع دولته حتى ضمت العراق والحجاز اليمن وبعض ليبيا والسودان.
توفّي القائد صلاح الدين الأيوبيّ -رحمه الله تعالى- سنة 589 للهجرة الموافق 1193 للميلاد في مدينة دمشق ودُفن فيها.