إنّ ما يراه العبد في منامه ينقسم إلى ثلاثة أنواع؛ وهي الرؤى الصادقة، والأحلام، وحديث النفس.
فالنوع الأول هو الذي يهتم أهل تفسير الأحلام بتعبيره ويكون ذا دلالات وله تفسير، وتتميّز الرؤى الصادقة بأنّها تكون واضحة ويتذكّرها المسلم بعد استيقاظه من النوم بتفاصيلها، وبإمكانه أن يرويها لغيره.
وفيما يأتي بعض تأويلات رؤية الحصان في المنام أو مجموعة من الخيول التي قالها أهل العلم في هذا المجال:
- إنّ الخيل في المنام قد تدلّ على الزينة والعزّ؛ وذلك لأنّ الله -تعالى- يقول في كتابه العزيز: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً)، "سورة النحل: 8".
- إنّ الخيول هي أشرف الحيوانات التي ركبها الإنسان، ولهذا فإنّ الرائي إذا ملك شيئًا منها في منامه فقد يدلّ ذلك على نواله قوّة، يقول الله -تعالى-: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، "الأنفال: 60".
- إنّ رؤية الخيول تُعبّر بالخير والبركة -بإذن الله تعالى-؛ لأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (البَرَكَةُ في نَواصِي الخَيْلِ)، وهو حديث صحيح أخرجه البخاري.
- إنّ رؤية الفرس في المنام قد تدلّ على الحمل بولد فارس، أو الزواج من رجل شريف أو امرأة أو تجارة.
- إنّ رؤية خيول مسرجة ملجمة قد تؤول باجتماع نساء في فرح أو عرس.
- إنّ رؤية خيول كثيرة في المنام والرائي قد ملكها أو كانت عنده قد تدلّ على السلطان والولاية لمن كان أهلًا لذلك.
- إنّ رؤية الخيل الكثيرة وهي تُعرض على الرائي قد تكون نذيرًا له بطلبه للدنيا وتأثير ذلك في انشغاله عن الصلاة والعبادات، لقوله -عزّ وجلّ-: (إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ* فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ)، "سورة ص: 31-32"، ولهذا فمن الجميل بالرائي لهذه الرؤية أن يُراجع أعماله ويُبادر للتوبة والإنابة وجبر التقصير.
ومن آداب هذه الرؤية أن يحمد الرائي الله -تعالى- عليها، فهي تتضمّن بشرى له أو إنذار من شيء ما، وهي خير للرائي، وأيضًا يُستحب له أن يرويها لمن يُحب، وأسأل الله -عزّ وجلّ- أن يكون ما رأيتهِ في منامك من الرؤى الصادقة ذات الدلالات الحسنة المبّشرة.