تعدُّ الحروب الصليبة من أهمّ الأحداث التاريخية التي أثَّرت في العالم الغربي والإسلامي، وتعدَّدت آراء المؤرخين في أسباب ودوافع الحروب الصليبية، ولا تخرج هذه الدوافع عن دوافع دينية ودوافع اقتصادية ودوافع سياسية.
أولًا: الدوافع السياسية:
- خوف الأوروبيين من هجوم المسلمين على القسطنيطنية، خاصّة أنّها بوابة أوروبا الشرقية، وغزو المسلمين لهذه المدينة سينتج عنه سهولة غزوهم لبقية أوروبا.
- حرص ملوك أوروبا على توسيع ملكهم، حتى أنّهم كانوا يتقاسمون البلاد قبل احتلالها.
- تشجيع الفاطميين الصليبين على مهاجمة السلاجقة؛ لأنَّ السلاجقة هزموا الفاطميين هزيمة ساحقة، بالإضافة إلى بغضهم لهم لأنهم يخالفونهم في المذهب العقدي.
ثانيًا: الدوافع الدينية:
- تحريض البابا أوربان الثاني في نوفمبر/ تشرين الثاني 1095 م في خطابه في كليرمونت الفرنسية على احتلال بلاد المسلمين، وادِّعاؤه مغفرة ذنوب كلّ من يشارك في الحروب الصليبية، ودعوته إلى إنقاذ قبر المسيح من المسلمين.
- ادِّعاء بطرس الناسك اضطهاد المسلمين لزوار بيت المقدس، وانتهاك حرمة مقدساته، وهو من أشهر دعاة الحروب الصليبية، ومثير عواطف المسيحيين ومشاعرهم ضد المسلمين، وقد كانت هناك مضايقات من بعض المسلمين في هذا الوقت، لكن بطرس الناسك وغيره بالغوا فيها.
ثالثًا: الدوافع الاقتصادية:
- أدَّت زيادة الضرائب والظلم والمجاعة التي عمَّت أوروبا في وقت الحروب الصليبية إلى تطلُّع الفلاحين والفقراء إلى احتلال بلاد المسلمين ونهب خيراتها.
- دفعت ضَعف حركة التجارة الأشرافَ والإقطاعيين إلى فكرة احتلال بلاد المسلمين؛ لأنَّهم القوة الوحيدة المنافسة لهم اقتصادياً، وهذا يفسِّر تمويلهم الحملات الصليبية.
ومن خلال ما سبق يتبيّن لنا أن دوافع الحروب الصليبية متعدّدة، وأنّها ترجع إلى غرضين ودافعين أساسيين، هما: بغضهم وحقدهم للإسلام وأهله، وحرصهم على سَلْب خيرات العالم الإسلامي والسيطرة عليه.