السلام عليكم، بعد أن قرأت قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، أريد الذهاب إلى زيارة قبره لأسلم عليه، وظننت أنّ قبره موجود في مكة المكرمة لكنه ليس كذلك، فأين يقع قبر إبراهيم عليه السلام؟
، قال بعض أهل العلم إنّ قبر نبي الله إبراهيم -عليه السّلام- يقع في بيت المقدس، في فلسطين، ولكن القبر بعينه لا يُعرف، إنّما هي مروياتٌ لاتصح، ولم تثبت أيّ روايةٍ صحيحةٍ في تحديد مكان قبر سيدنا إبراهيم.
وفي الحقيقة إنّ مسألة قبور الأنبياء، وأماكنها تحديداً، لا يُجزم به بتاتاً، إلّا قبر النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- الذي هو في المدينة المنورة، وتحديداً في حجرة عائشة -رضي الله عنها-، أمّا عن أماكن قبور الأنبياء، والرّسل الباقين، فهو على سبيل التعيّين لا اليقين.
وقد وردت عدّة أحاديث نبويّة، على أنّ الأنبياء في قبورهم أحياء، وقد حرّم الله -سبحانه وتعالى- أجسادهم على الأرض، وحياتهم البرزخيّة داخل القبور ليست كحياة الدنيا، ويرى العلماء أنّ الأنبياء إذا قبض الله -سبحانه وتعالى- أرواحهم، ودُفنوا، تتنوّع حالهم، فمنهم من يبقى في مدفنه الذي دُفن فيه، ومنهم من ينقل المولى جسده حيث يشاء، ومنهم من يُعرف مكانه ويُحدد.
وقد ورد عن الصحابة -رضوان الله عليهم- القول بوجود سبعين قبراً للأنبياء -عليهم السلام- حول الكعبة، ودُفن بالشام عددٌ كبيرٌ منهم، وقد وصف النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مكان قبر موسى -عليه السّلام-، عند الكثيب الأحمر في طريق الشام.
وأمّا عن زيارة قبور الأنبياء والرسل -عليهم السلام- فهي سنّةٌ؛ فقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (زوروا القبورَ فإنَّها تُذَكِّرُكمُ الآخرةَ)،" أخرجه ابن ماجة في صحيحه".
وقد كره بعض العلماء السفر تحديداً لزيارة قبور الأنبياء، معتبرين ذلك من باب شد الرحال، الذي لا يكون إلّا للمساجد الثلاث وهي؛ المسجد الأقصى، والمسجد الحرام، والمسجد النبوي.