أسأل الله أن يرحم زوجك ويغفر له ويوسّع له في قبره، وأن يجبر مصابك، ويرزقك الصبر وحسن الاحتساب.
أما زيارة قبر زوجك أثناء العدة ففيه محذوران:
- الأول: خروجك أثناء العدة لغير ضرورة
فزيارة القبر ليست حاجة ملحة يباح لأجلها خروج المعتدة من بيتها، خاصة أنك ذكرت في سؤلك أنه دُفن -رحمه الله- في مكانٍ بعيد عن سكنك، وهذ يعني اضطرارك لقطع مسافة طويلة.
ومعلوم أن الحكم الشرعي للمرأة المعتدة من وفاة لزوم بيتها والحرص على عدم الخروج لغير ضرورة، فإن وُجدت الحاجة أو الضرورة جاز لها الخروج، كخروجها للعلاج أو شراء حاجياتها أو العمل إذا كانت محتاجة له، أما زيارة قبر زوجك ليست من الحاجيات الضرورية.
- الثاني: زيارة المرأة للقبور
وقد جاء النهي عن زيارة المرأة للقبور كما في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (لعن الله زوّارت القبور)، "صحّحه ابن تيمية" وحكمة النهي عن ذلك أن المرأة ضعيفة الصبر في هذه المواقف في الغالب، فيُخشى أن يصدر منها ما فيه تجاوز للحدود الشرعية من الصراخ والندب والعويل.
ويرى بعض العلماء أن النهي عن زيارة القبور منسوخ، وبعضهم يرى أنه باق على حاله من التحريم، وبعضهم يرى كراهة زيارة المرأة للقبور.
وعليه فالأحوط عدم زيارتك للقبر فى العدة، فعهدك بمصيبة موت زوجك جديد، وزيارتك لقبره سيجدد حزنك ولا شك، وقد يصدر عنك مخالفة شرعية كالبكاء والعويل الشديد، فتكوني سبباً في عذاب زوجك رحمه الله.
فقد ورد في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الميت يعذب في قبره بما نيح عليه)، "أخرجه البخاري" والأرجح أن المقصود بالعذاب هو تألّمه لأجل ما يسمعه من بكاء أهله وعويلهم.
ومن الوفاء لزوجك والخير لك الحرص على الدعاء والاستغفار له، ودعائك له في المقبرة كدعائك له في بيتك، بل قد يكون دعائك في بيتك أعظم وأفضل إذا احتسبتِ ذلك عند الله.
فإذا انقضت عدتك فلك أن تزوري قبر زوجك ملتزمة بالضوابط الشرعية، ففي زيارة القبور عبرة ترقّ لها القلوب، يقول صلى الله عليه وسلم: (نَهَيْتُكُمْ عن زِيارَةِ القُبُورِ، فَزُورُوها). "أخرجه مسلم"