لدي حاجة أحتاجها بشدة وادعو الله فيها باستمرار لكنني أريد أن أصلي صلاة الحاجة ولا أعرف متى أفضل وقت لها، فما أفضل وقت لأداء الصلاة الحاجة؟
السلام عليكم ورحمة الله، فرّج الله كربك وأعطاك سؤلك، إن اللجوء إلى الله -تعالى- في السراء والضراء دليل الاعتراف بالضعف البشري، وطلب العون والمدد من الله -سبحانه- وتحقيق الافتقار إليه والاستغناء به -جل وعلا-، وإنّ لجوء العبد إلى الصلاة والدعاء، فيه تحقيق لحسن الصلة الدائمة بينه وبين الله -سبحانه-، بل إنّ أقرب ما يكون العبد إلى ربه في الصلاة والسجود.
وقد حث المولى -سبحانه- على الاستعانة بالصلاة على كل الأمور والكروب؛ فيقول -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ)، "البقرة: 153" كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يفرغ إلى الصلاة والدعاء عندما يهتمّ من أمر معين.
وقد تعددت الأقوال في صحة صلاة الحاجة، بين مضعّف للأحاديث الواردة فيها، وبين من اعتبرها من فضائل الأعمال، وعلى أية حال أخي السائل لك أن تصلي متى شئت ومتى سمحت لك الفرصة، واحرص على الإلحاح في الدعاء وعدم القنوط، وننصحك بقيام الليل فإن له سهاماً لا تخيب بإذن الله.
ويمكنك الاستعانة بهذا الذكر الذي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يداوم عليه إذا أُصيب بكرب؛ عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه قال:
(أنَّ نَبِيَّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ. وفي رواية : أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، كانَ يَدْعُو بهِنَّ ويقولُهُنَّ عِنْدَ الكَرْبِ). "أخرجه مسلم"