أحب قصص الأنبياء عليهم السلام، وتجذبني جداً قصة سورة يوسف، وأحاول استطلاع فضل السورة وسبب نزولها، ولكن لفت نظري قوله تعالى في السورة: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ..) وأتساءل، لماذا سميت سورة يوسف بأحسن القصص؟ أرجو التكرم بالإجابة.
حياك الله السائل الكريم، بعد البحث والاستقصاء عن إجابة سؤالك تبين لي أمرين اثنين؛ أبينهما لك على النحو الآتي:
حيث أشار العلماء إلى أن سياق الآية الكريمة يدل على أن أحسن القصص هي قصص القرآن أجمع؛ سواء أكانت هذه القصص في سورة يوسف أم في غيرها، قال -تعالى-: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ). [يوسف: 3]
والتبعيض هنا يختلف عن الجزم؛ ويقصد بهذا أن قصة يوسف -عليه السلام- من أحسن قصص القرآن الكريم، وهذا ما ذهب إليه بعض أهل العلم، كما أن التبعيض يفيد أن قصص الأنبياء الآخرين -عليهم صلوات الله- تدخل أيضاً في قوله -تعالى-: (أَحْسَنَ الْقَصَصِ).
وعلى هذا الرأي لا يكون المقصود بالآية الكريمة الجزم؛ بأن قصة يوسف -عليه السلام- أحسن قصص القرآن الكريم، مع تعظيمنا وإجلالنا لجميع قصص الكتاب العزيز.