أهلاً بك، اعلم أخي الكريم أنّ الله -سبحانه- قد ضرب هذا المثل على سبيل الاستحالة والتأبيد؛ قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ)، [الأعراف: 40] والمقصود بسمّ الخياط: ثقب الإبرة، والخياط هو الخيط، أمّا فيما يتعلق بمعنى الجمل؛ فهو على النحو الآتي:
- الحيوان المعروف ذو القوائم الأربعة، وهو زوج الناقة وابنها؛ قال به من قرأها بالفتح "الجَمَلُ".
- رباط السفينة التي تثبت به في الموانئ، وقيل الحبل الغليظ الذي يُستخدم في صعود النخل؛ قال به من قرأها بالضم والتشديد "الجُمّل".
وفي هذه الآية الكريمة؛ يبيّن لنا -سبحانه- استحالة المكذبين الكافرين دخول الجنّة على التأبيد، إلا إذا دخل حيوان الجمل، أو الحبل الغليظ الكبير في ثقب الإبرة، وهذا الأسلوب مما اشتهرت به العرب قديماً؛ فكانوا يقولون: "لن أفعل كذا حتى يشيب الغراب، أو يبيض الحمار"، ونحو ذلك؛ دلالة على استحالة الأمر، واستبعاد تحقيقه.