عندما أبحث عن تفسير الأحلام التي أراها في المنام، أجد البعض يقول بأن هذه الأحلام تكون أحيانا من العقل الباطن، وأنا لا أعرف الفرق بين أحلامي وما يكون من العقل الباطن، فما الفرق بين الحلم والعقل الباطن؟
السائل الكريم، في الحديث عن عوف بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الرؤيا ثلاثٌ منها أهاويلُ من الشيطانِ ليُحزِنَ ابنَ آدمَ ومنها ما يهمُّ به الرجلُ في يقظَتِه فيراه في منامِه ومنها جزءٌ من ستةٍ وأربعينَ جزءًا من النبوةِ)، أخرجه ابن حجر بإسناد حسن.
الحلم هو جزء لا يتجزأ من العقل الباطني، فالحلم إما يكون من الشيطان وإما يكون نتيجة العقل الباطني وكيف نفرق بينهم؟ لنرى ذلك فيما يأتي بشكل تفصيلي:
هو ما يراه النائم من مكروه، أو الذي تتعدد فيه الأحداث إلى أكثر من خمسة أحداث مثلاً؛ فينسى الحالم بعض حدث منه عند استيقاظه، ويعتبر أيضاً من الشيطان ولا يؤخذ به، ويسن عند رؤية منام من الشيطان أن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأن ينفث عن جنبه اليسار ثلاث مرات.
هو ما يراه الحالم أثناء نومه نتيجة تفكيره بأمر معين فيقوم العقل الباطني بترجمة ما يفكر به على هيئة حلم، أو ما يراه الحالم من أحداث ومشاهد تشمل أماكن أو أشخاص معروفين أو غير معروفين فتكون مجرد انعكاسات وخيالات لعقله الباطن الذي يقوم بالعمل بكل قوة لتفريغ ضغوطاته.
ويراها الإنسان في منامه إما تبشيراً أو تحذيراً، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إلَّا المُبَشِّراتُ. قالوا: وما المُبَشِّراتُ؟ قالَ: الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ)، "أخرجه البخاري"، وهي عبارة عن رؤيا الإنسان في منامه لما يُحب، حيث تبعث في نفسه السعادة والطمأنينة، وتكون من عاجل بشرى المؤمن وتكون بشرى خير، وإما تنبهه وتحذره من تقصيره أو من أشخاص يتمنون أذيته؛ فينتبه لذلك ويحذر منه.
ومن الأمثلة على المنامات بكلّ حالاتها ما يأتي: