أهلاً وسهلاً أختي الكريمة، قبل أن نتكلم عن عقوبة التبرج لا بد أن أبيِّن لكِ أنه ليس من الضروري ذكر الله -تعالى- عقوبة كل ذنب في كتابه العزيز، وأنه لم يذكر في كتابه الكريم إلا عقاب بعض الكبائر؛ والأصل في المسلم -ذكراً أو أنثى- أن يستجيب لأوامر الله -تعالى- ويستسلم له منقاداً بكل رضاه دون ربط ذلك بمعرفة عقوبة المعصية.
يقول -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)، "الأحزاب: 36" فالمسلم مطيعٌ لربه -عز وجل- ويكفيه أن يعلم أن ارتكابه للذنوب والمعاصي عموماً وعصيانه لربه ولرسوله تؤدي به إلى غضب مولاه في الدنيا والآخرة، خاصةً إن أصرَّ عليها.
ودل على ذلك كثيرٌ من الآيات؛ منها قوله -تعالى-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، "الحشر: 7" والأهم من ذلك أن لا تنظري إلى صغر الذنب، بل إلى عظم من عصيتي.
وأذكر لكِ دليلاً على عقاب التبرج في السنة النبوية؛ فقد روى الصحابي أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا). "أخرجه مسلم"