السلام عليكم، أنا شاب عمري 30 عاماً، أشعر بضيق شديد في الصدر، ورغبة شديدة في البكاء والإحساس الدائم والمستمر بالغضب، حتى لو كنت أجلس بين عائلتي، وأريد أن أعرف هل الرغبة الشديدة في البكاء والإحساس بالغضب من علامات السحر؟
حياك الله السائل الكريم، أخي الكريم نسأل المولى -عز وجل- الشفاء التامّ لك، والصلاح والعافية في الدين والدنيا مما تعانيه، والحقيقة أنّ ما تشعر به من أعراض قد يكون لسببٍ عضوي ليس له علاقة بالسّحر أو بالحسد والعين، غير أنّه من الممكن أن تكون مثل هذه الأعراض مؤشّرا على وجود حسدٍ أو سحر.
ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ كثيرًا من الناس يميلون إلى تصديق أيّ احتمالٍ يؤشّر على إمكانية وجود حسدٍ أو سحرٍ، علمًا أنّ الأصل بالمسلم العاقل أنْ لا يبني قناعاته وتصرّفاته وأحكامه بناءً على ظنونٍ ليس لها دائمًا حظٌّ وافرٌ من المصداقيّة.
ودعني أنقل لك تجربتي الشخصية؛ حيث مررت بمثل حالتك تقريبًا، ولكنّي جلست مع نفسي وتحقّقت ممّا يُشغل بالي؛ فوجدت أنّ هذه الأعراض لازمتني فترة تفكيري الطويل بمواقف وأحزان كثيرة تراكمت عليّ، وبمواقف أخرى واجَهْتُ فيها فشلاً ونجاحاتٍ لم تتحقّق.
ومن هنا فإنّ نصيحتي لك ولجميع القرّاء في مثل هذه الحالة أن لا نبقى أسرى لأحزاننا السّابقة، فحياتنا لن تتوقّف عند حدثٍ محزنٍ أو ذكرى مؤلمة، ونظلم أنفسنا كثيرًا عندما نُطيل الوقوف في دائرة الحزن، لكنّنا لا نستمتع بأفراحنا كما يجب، وصدقًا استعنت بما ذكرت لك، فلم أجد فيما بعد لا رغبةً في البكاء ولا إحساسًا بالغضب.
ولا تنسَ أخي الكريم أنّ الإكثار من ذكر الله -عزّ وجلّ- والمداومة على الاستغفار والصّلاة على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من أهمّ أسباب انشراح الصّدر، وزوال الهمّ، واقرأ معي إن شئت قول الله -تعالى-: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ). "سورة الرّعد: 28"
وأنصحك من باب الاحتياط أن ترقي نفسك بالرقية الشرعية والأذكار المأثورة في تحصين النفس وحمايتها من شرّ الإنس والجنّ.