قرأت أنّ النبي عيسى عليه السلام تم رفعه إلى السماء عندما أراد بني إسرائيل صلبه، فهل هو ميت الآن هناك أم حي؟ لذا أرجو إجابتي على سؤال: هل النبي عيسى حي في السماء الآن؟
حياك الله وبارك بك، وفيما يتعلق بسؤالك فإنّ الله -تعالى- رفع سيدنا عيسى بن مريم إلى السماء بروحه وجسده، وقد حماه -سبحانه وتعالى- من القتل والصلب، وهو الآن حيٌّ في السماء، إلى أن يأمره -عز وجل- بالنزول للأرض في نهاية الزمان لقتل الدجال، قال الله -تعالى-: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا). "آل عمران: 55"
وقد شُبِّه للذين كفروا قتله وصلبه، وذلك لم يحدث بالطبع، لأن روح سيدنا عيسى لم تُفارق جسده، وصعد بها إلى السماء، فقال الله -تعالى-: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً* بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيمًا). "النساء: 157-158"
وقد رأى سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- سيدنا عيسى بن مريم في رحلة الإسراء والمعراج، في السماء الثانية، أما عند نزول سيدنا عيسى بن مريم إلى الأرض مرةً أُخرى ليقوم بقتل الدّجال، فإنه سيتوفاه الله -سبحانه- بعدها، وسيقوم من معه من المسلمون بدفنه والصلاة عليه.
ولا تخليد لسيدنا عيسى -عليه السلام-، ولا تخليد لغيره، فقال الله -سبحانه وتعالى-: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ). "آل عمران: 185"
وقال -عز وجل-: (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـهًا آخَرَ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، "القصص: 88" فهذه الآيات تؤكد لنا على أن كل شيءٍ مصيره في النهاية إلى الفناء، وأنَّّ لا دائم وباقِ إلّا الله -عز وجل-، وأنَّ كل ما سواه سيفنى.