خلال قراءتي لسورة الرحمن استوقفني تكرار آية (فبأي آلاء ربكما تكذبان) وتساءلت في نفسي ما سبب تكرارها، لذا أريد أن أعرف ما الحكمة من تكرار آية (فبأي آلاء ربكما تكذبان) في سورة الرحمن؟
حيّاك الله السائل الكريم، ورزقك الله دوام قراءة القرآن الكريم، وتعلُّم معانيه وما جاء فيه من حكم وعبر، لقد تكررت الآية الكريمة من قوله -تعالى- في سورة الرحمن: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، إحدى وثلاثين مرة، وهذا ما ميّز سورة الرحمن عن غيرها من سور القرآن الكريم.
والهدف من هذا التكرار توكيد الله -سبحانه وتعالى- لنعمه التي أنعمها على الإنسان، ففي هذه السورة الكريمة عدّد الله الكثير من النعم، وفي كلّ مرّة يُتبعها بهذه الآية، ويُذكّر الإنسان بها وبفضله عليه أن مَنّ عليه بكلّ هذه النّعم.
وواجب على المؤمن أن يشكر نعم الله -سبحانه وتعالى- وأن يطيعه، ويُدرك فضله عليه، فلا يُنكر ولا يُكذّب بتلك النِّعم، فالله يُبارك لمن يشكر في نعمه وأرزاقه، قال الله -تعالى-: (لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ). "سورة إبراهيم: 7"