السلام عليكم ورحمة الله، نشكرك أخي الكريم على زيارة موقعنا، وأهلاً وسهلاً بك، إن أغلب معارك فتح بلاد فارس كانت في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، في سلسلة الفتوحات الإسلامية؛ لإنهاء الدولة الساسانية للإمبراطورية الفارسية، فلم يكن فتحها بقيادة قائدٍ واحدٍ.
لكن القصة بدأت بفتح العراق في عهد الخليفة أبي بكرٍ الصديق -رضي الله عنه-، بقيادة الصحابي خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، وكانت سلسلة من المعارك شنَّها خالد بن الوليد لفتح المدائن، بدايةً من جنوب العراق، مروراً إلى المدائن حول دجلة والفرات، وانتهت سنة "12 هجري الموافق 633 ميلادي"، ومن أشهر تلك المعارك: معركة "أُليّس" [١] .
وفي عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لم تكن هناك نيّة لفتح بلاد فارس كاملةً، لكن بسبب الهجمات التي عاد وقام بها الفرس، وتحرُّشاتهم، وخسارة المسلمين بعض ما فتحه الصحابي خالد بن الوليد -رضي الله عنه- من العراق؛ جعل الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يسأل الصحابة عن سبب ذلك.
فأجابه الصحابة: "لا يمكن أن تُخمد هذه الفتنة، ما لم يخرج يزدجرد من حدود إيران، ولا يمكن أن تنقطع آمالهم، طالما تراودهم هذه الفكرة، وهي أن وارث عرش "كنعان" موجود على قيد الحياة". وعندها قرر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يفتح بلاد فارس برمَّتها، ويُنهي وجودها، فكانت معركة القادسية "14هجري الموافق 635 ميلادي" بقيادة الصحابي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- [٢] .
ثم كانت سلسلة من المعارك، حتى معركة نهاوند "20 هجري الموافق 641 ميلادي" بقيادة النعمان بن مقرن، حتى فتحت بلاد ما وراء النهرين، وكلُّ هذه المعارك في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فيمكننا أنّ نقول: بأن فتح بلاد فارس كان في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، لأنَّ أغلبها كانت في عهده.