حياك الله السائل الكريم، وأسأل الله العظيم أن يهدي هذا الشاب وتلكَ الفتاة، وأن يغفر لهم ذنوبهم، بدايةً إنَّ الإنسان لا يحملُ إلَّا ذنب نفسه، ولا يُحاسب إلَّا على ما اقترفه هو من الذنوبِ، وقد جاء ذلك صريحًا في القرآنِ الكريم.
قال الله -تعالى-: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)، "فاطر: 18" وبناءً على ذلك، فإنَّ أختَ هذا الشاب لن تحمل ذنب أخيها مطلقًا.
أمَّا بالنسبة لسؤال هل سيحصل لأخته مثل ما حصل لتلك الفتاة، وسيقوم أحد بالزنا معها؟ فليس هناكَ أيُّ دليلٍ شرعيٍ صحيحٍ يدلُّ على أنَّ الزنا يُقضى من محارمِ الزاني، وأنَّ ما فعله سيُفعلُ يومًا بأحدَ أقاربه، وإنَّ الحديثَ الوارد في هذا الشأن إنَّما هو حديثٌ موضوع، لا يصحُّ أبدًا عن رسول الله -صلى الله علي وسلم-.
ولو علمت هذه الفتاة بفعل أخيها وجب عليها نهيه عن المنكرِ، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمانِ)، "رواه مسلم" وإذا قصَّرت في هذا الواجب، فإنَّ الإثمَ الذي يلحقها هو إثمُ تقصيرها بالنهي عن المنكر، لا إثمَ فاحشةَ الزنا التي وقعَ بها هذا الشاب.
وفي الختام عليك العلم أنَّ نهي هذا الشاب وتلك الفتاة عن فعلِ الفاحشةِ واجبٌ في حقِّك، للحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، وإن لم يرتدِعا فيُمكن إخبارُ من تعلم أنَّه ثقة ويقدر على النصح، كما أنصحك بالستر عليهم وعدم فضح أمرهم بين الناس.