السلام عليكم، إن شاء الله سأتزوج بعد أسبوع، ونشرت دعوة زفافي على مواقع التواصل الاجتماعي، والأهل والأقارب يعرفون أنني سأتزوج، ولكن بسبب انتشار وباء كورونا لن يتم دعوة أحد إلى الزفاف، فهل هكذا تم إشهار الزواج؟ وإن كان لا، فكيف يكون إشهار الزواج؟
وعليكم السلام ورحمة الله، بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير، بما أن الحال كما ذكرت من وباء "كورونا" المنتشر -نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفعه عنا-، فإن ذلك أدعى إلى التقليل من مظاهر الإشهار المُعتادة بدعوة الكثير من الناس.
وذلك لأنه سيتسبب بالضرر الكبير على العروسين، أو على الآخرين، وعين العقل ما صنعت أيها الفاضل، فيكفي من ذلك ما كان منك من الإعلان الإلكتروني، ورُبّ ضارّةٍ نافعة "فكورونا" كان لها الأثر الكبير في تخفيف التكاليف الزائدة، وإزالة العديد من المظاهر الزائفة، التي لطالما كانت سبباً للخلاف بين الناس.
واقتضت حكمة التشريع الإسلامي أن يكون حكم إشهار الزواج واجباً؛ تحصيناً لهذين الزوجين من وقوع الناس في اللّغط بحقّهما، أو التكلّم بأعراضهما، وحتى إذا حصل الإنجاب بعدها لا يُطعن في ذلك الولد، ولا يكون الحال مشابهاً للزنا -والعياذ بالله-.
وإشهار الزواج وإعلانه يكون بجمع الأقارب، ويستحبّ صنع وليمةٍ والدعوة إليها، فقد ثبت في صحيح مسلم، أن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- تزوج على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له النبي: (أَوْلِمْ ولو بشَاةٍ).
ولو اقتصر الإشهار على أن يكون في البيت، أو كان بوجود جماعةٍ قليلة من الخواص، دون الذهاب إلى صالات الفرح كما هو في زماننا اليوم، جاز ذلك واعتُبِر هذا إعلاناً، فلا ينبغي التكلّف، والوقوع في المحظور؛ لأن ذلك يزيد العبء على الشباب، ويزيد من عزوفهم عن الزواج، ويَحرم الخير عن شابات المسلمين.
وقد ذهب بعض العلماء إلى استحباب إشهار الزواج ولم يوجبه، خصوصاً إذا كان الزواج بحضور الولي والشهود، وقد تمت أركان العقد جميعاً، وهذا الأمر يُناسب حال من كان في بلاد الغرب، لا يعرف فيها أحداً، وأراد الزواج وتحصين نفسه، فقام بشروط عقد النكاح، ولم يُقِم لذلك إشهاراً أو إعلاناً.