ورد قوله تعالى: (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم) في بعض المواضع، و(ذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْكَبِيرُ) في مواضع أخرى، فما الفرق بين الفوز العظيم والفوز الكبير في القرآن الكريم؟
حياك الله سائلنا الكريم، وسؤالك طيب ويدل على حسن التدبر، وعند استعراض الآيات التي تتحدث عن الفوزين: العظيم والكبير، نجد أنَّ "الفوز الكبير" ذُكِر مرة واحدة بعد الانتهاء من قصة أصحاب الأخدود، قال -تعالى-: (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ). "البروج: 11"
فقد ظفروا بأكبر المطالب، لأن نِعم الجنة كبيرة كِبَراً لا يفهمه الظالمون الذين عذبوهم، كبيرة بحيث تصغر عنها كل متعة دنيوية مؤقتة، بينما وصفُ الفوز بالجنة بأنه هو "الفوز العظيم" ذُكِر مرات متعددة في القرآن الكريم، ومعناه: علو قيمة نِعَم الجنة مقارنة بنِعَم الدنيا المُنغَّصة بالأكدار.
لأنَّك لا تجد نعمة في الدنيا إلا ويتبعها ما يكدرها، فمثلاً: التوسع في أكل الطعام اللذيذ سيتسبب بأمراض وأوجاع، وفي إخراج الزائد منها ما يُكدِّر على نعيمها؛ لذلك فهي ليست نعمة عظيمة بل حقيرة -بالنسبة لنِعَم الجنة-.