حيا الله السائل الكريم، ونبارك لكَ حرصك وإقبالك على تلاوة القرآن الكريم، سائلين الله -تعالى- أن يجعلك من أهله وخاصته، عن أنس بن مالك-رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: (إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ). "أخرجه ابن ماجه، صحيح"
ولأنّ تلاوة القرآن الكريم من أعظم الطاعات والقربات، فكان لا بدّ على قارئ القرآن أن يُعظّمه بمراعاته لآداب التلاوة، فهناك آداب قبل التلاوة، وآدابٌ أثناءها، وآدابٌ عامةٌ لابد من تمثُّلها، فسأذكرها لك على ذلك النحو، وهي كما يأتي:
أولاً: الآداب التي يراعيها القارئ قبل التلاوة
- الوضوء وطهارة المكان والبدن والثياب الساترة للعورة.
- طهارة الفم ونظافتها بالسواك أو بفرشاة الأسنان.
- اختيار القارئ مكاناً هادئاً بعيداً عن الشواغل.
- الاستعاذة بالله -تعالى- من الشيطان الرجيم قبل البدء بالتلاوة، وذلك امتثالاً لأمره-تعالى- حيث قال: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ). "النحل:98"
ثانياً: الآداب التي يُراعيها القارئ أثناء التلاوة:
- إخلاص النية لله -تعالى- وحده، ويُجاهد نفسه وقلبه من أن يُصيبه الرياء أو السمعة.
- مراعاة أحكام التجويد أثناء تلاوته.
- التأمّل والتدبّر لمعاني القرآن الكريم وهداياته.
- تنفيذ ناجاء في القرآن، فإذا مرَّ على استغفار استغفر، وإذا مرَّ على آية ذكرت الجنة سأل الله الجنة، أو مرَّ على آيةٍ ذكرت النار استعاذ بالله من النار.
- تحسين الصوت بقراءة القرآن، فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، قال: (ليسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرْآنِ، وزادَ غَيْرُهُ: يَجْهَرُ بهِ). "أخرجه البخاري"
- إذا مرَّ على آيةٍ من آيات سجدات التلاوة، فيسجد سجود التلاوة.
- قراءة الفاتحة وأول خمس آيات من سورة البقرة عندما يختم القرآن، ثم يدعو الله -تعالى-.
ثالثاً: آدابٌ عامة لابد لقارئ القرآن أن يتمثلها:
- التخلّق بأخلاق القرآن والعمل بما فيه.
- المُحافظة على الورد اليومي من القرآن، بحيث يختم القرآن كلّه في شهر أو في أربعين يوماً في حده الأقصى.
- المُحافظة على صفات أهل القرآن؛ بكثرة الذكر، وصلاة القيام والوتر، وقلة اللغو، والبعد عن الكسب الحرام والآثام.
- الحرص على حفظ أجزاء من القرآن الكريم.
- مراجعة ما يتعلمه من القرآن، حفظاً أو تجويداً أو فهماً.
- تعليم الناس ما تعلّمه من القرآن الكريم، فعن عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، أن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، قال: (خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ). "أخرجه البخاري"