اهمية الوطن وواجبنا نحوه
يعتبر الوطن نعمة وفضل من الله علينا لم يشعر بقيمتها إلا من حرم من هذه النعمة وتغرب عن وطنه فالوطن للجميع وليس حكراً على أحد دون الأخر، ويعد الوطن بمثابة الأم والصدر الحنون لأبنائه، حيث الدفء والحنان، والأمن والأمان، فهو يسع الكبير والصغير، ويعطى أبنائه بلا مقابل أو ثمن، لذلك نجد أنه مهما تغرب الانسان وغاب عن وطنه يبقى حلمه الأبدي هو العودة إلى أرض الوطن، حيث نشأ وترعرع وتعلم، وتنقل في جميع أزقته وجنباته، وحيث جلسات الأهل والأصحاب والأحباب، وذكريات الطفولة والشباب، فلا يهنأ ولا يرتاح له بال إلا بتحقيق هذا الحلم، فمهما طالت سنوات اغترابه لا يستطيع أن يتخلى عن حلمه بالعودة إلى مسقط رأسه، ويبقى حنينه إلى وطنه حاضراً غائباً أمام عينيه لا يفارقه، فمهما عاش في رفاهية ونعيم خارج وطنه لا يغنيه ذلك عن كوخاً فى وطنه ولو امتلك في خارجه قصراً، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم القدوة والأسوة الحسنة وذلك عندما تسبب ايذاء قريش له في هجرته من مكة إلى المدينة، حيث أنه قال حينها مودعاً مكة ” والله إنك لأحب البلاد إلي ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت ” وهذا إن دل فإنه يدل على مدى أهمية الوطن ومدى الارتباط الوثيق الذى يربطنا به وشدة حبنا له، حيث أنه لا قيمة للانسان بدون وطنه وأرضه، فهو يعبر عن الهوية والانتماء، الفخر والكرامة ، التضحية والفداء بالغالى والنفيس، بالروح والولد، وذلك في سبيل أن لا يمس وطننا مكروه.
واجبنا نحو الوطن
كما أن الوطن أحب أبنائه ولم يبخل عليهم بشيئ، وجب على أبنائه أن يبادلوه المحبة بأضعافها، وذلك حباً وامتناناً، شكراً وعرفاناً بالجميل، مع التأكيد أنه مهما فعلنا من أجل الوطن فلن نوفيه ولو الشيئ اليسير مما يستحق، فأفضال الوطن علينا تكاد لا تعد ولا تحصى، لذلك كان من الواجب علينا أن نحافظ على وطننا وذلك من خلال ما يلى :
حماية الوطن والحفاظ عليه من سيطرة الأعداء والطامعين.
الدفاع عنه بكافة السبل وبذل الغالى والنفيس من أجل حمايته.
قطع اليد التى تحاول نزع استقراره والعبث بمقدراته.
أن يكون أبنائه يداً واحدة ضد كل الفتن والمحن.
العمل على رفعة الوطن وتقدمه من خلال اهتمام أبنائه بالعمل والدراسة.
أن لا يكون أبنائه عوناً لأعدائه عليه بأي شكل من الأشكال.
أن نكون صادقين في الانتماء له ومحبته مستميتين في الدفاع عنه.
المحافظة على آثاره وثرواته الطبيعية بكافة أشكالها من العبث.
أن يتم الالتزام بالأنظمة والقوانين المعمولة في داخله واحترامها.
حماية حدوده وأمنه وعدم السماح بالمساس بهما.
العمل على تطوير الخدمات وانتاجية المؤسسات فيه من أجل النهوض به قدر الامكان.
الحفاظ على مكانته ورفعته بين جميع البلدان والدول.
العمل على رفع اسمه عالياً خفاقاً بين جميع دول العالم المختلفة وذلك من خلال الانجازات المختلفة في كافة المجالات والأصعدة.
حب الوطن واجب
يعتبر حب الوطن شعور نابع من فطرة الانسان، حيث أن حبه يجرى فينا مجرى الدم في الوريد، كيف لا وحب أوطاننا زرع فينا منذ المهد، وشربناه مع حليب امهاتنا، ونما هذا الحب فينا منذ نعومة أظفارنا حتى مماتنا، حب متوارث يتناقله الآباء من الأجداد، حب لا يوازيه حب أخر مهما عرفنا وأحببنا من بلاد، فحبنا لأوطاننا لم يأتى من فراغ، فالوطن هو المكان الأكثر أمناً ودفئاً بالنسبة لنا على وجه الأرض، هو الهوية والعنوان لكل منا، هو من تنفسنا هوائه، وشربنا مائه، وعشقنا ترابه، وجاد علينا بخيراته، فحب الوطن سكن فينا قبل أن نسكن فيه، الوطن هو العقد الفريد الذى يجب أن نحميه ونحافظ عليه جميعاً من الضياع، فلا عيش لنا إن ضاعت أوطاننا منا، وإن فرطنا من أرضنا شبراً.
واجبات الفرد تجاه الوطن
واجبات الفرد تجاه الوطن الذي ينتمي إليه عندما نتحدث عن الواجبات التي يجب أن يلتزم بها الشخص تجاه وطنه في موضوع تعبير عن الوطن يجب ذكر الحقوق التي يجب أن يَحصل عليها هذا الشخص من وطنه حتى يتسنى له تقديم هذه الواجبات مثل حقه في العيش الكريم والذي يكون من خلال توفير تأمين صحي واجتماعي مناسب له، بالإضافة إلى تحقيق مبدأ المساواة والعدل بين جميع أفراد الوطن الواحد فلا تكون فئة مُهمشة وفئة أخرى تحصل على كل شئ. ويجب حصول الفرد على حقوقه كاملةً في وطنه حتى يتم غرس حب الوطن داخله وشعوره بالانتماء تجاه هذا الوطن، ويوجد بعض الأشخاص الذين يبحثون دائمًا على كيفية أخذ حقوقهم من وطنهم دون أداء أي واجب تجاهه، وهناك أفراد على عكس ذلك تمامًا حيث لا يتم حصولهم على حقوقهم كاملة من وطنهم أو حصولهم على بعض منها ولكنهم يسعون دائمًا لخدمة وطنهم وأداء واجبهم الوطني على أكمل وجه.