يوجد لدى الناس جهل كبير تجاه الأمراض النفسية ويستخفّون بها، مع أن المرض النفسي كفيل بهدم حياة الإنسان المبتلى به، فهل يؤجر صاحبه عليه؟ وهل المريض النفسي شهيد؟
حياك الله السائل الكريم، وزادك علماً وبركة، لا شك أنه يؤجر عليه صاحبه إذا صبر واحتسب، ولكن لم يرد دليل أنه يعتبر شهيداً ولو لازمه إلى موته أو كان سبب موته.
وجاء في الحديث عن عطاء بن أبي رباح قال: قَالَ لي ابنُ عَبَّاسٍ: (ألَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى، قَالَ: هذِه المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ؛ أتَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقَالَتْ: إنِّي أُصْرَعُ، وإنِّي أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قَالَ: إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولَكِ الجَنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أنْ يُعَافِيَكِ، فَقَالَتْ: أصْبِرُ، فَقَالَتْ: إنِّي أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لي ألَّا أتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا)."متفق عليه"
وهذه المرأة كان عندها مرض فأخبرها النبي -عليه الصلاة والسلام- أنها بصبرها تدخل الجنة، ونحسب من يعاني من مرض نفسي من الذين يؤجرون على صبرهم أيضاً، أما الشهداء فقد ذكر النبي منهم أصنافاً كثيرة ولكن لم يأت ذكر المريض النفسي منهم.